«لن أسمح للوضع أن يحدد من أنا، بل أنا سأحدد الوضع»
منصور الجمري ... رئيس التحرير
editor [at] alwasatnews.com
تصغير الخطتكبير الخط
يوم أمس تحدثت ثلاث نساء أميركيات اختُطفن من قبل أحد الأشخاص لمدة عشر سنوات واستُعبدن، قبل أن يهربن من مكان احتجازهن قبل شهرين. الفيديو الذي بثته وسائل الإعلام الأميركية انتظره الكثيرون؛ لأن القضية هزت المجتمع الأميركي، والنساء تحدثن بصورة مباشرة إلى كل من وقف معهن منذ تحررهن من قبضة ذلك الوحش الذي اختطفهن وحوّلهن إلى مستعبدات لسنوات طويلة جداً. القصة تحمل في طياتها العديد من الدروس، ولعل من أهمها أن الإنسان يستطيع أن يتحمل أقسى الظروف وأن ينتصر في النهاية على الأشرار، وهو ما عبّرت عنه إحدى النساء في الفيديو أمس.
القصة انكشفت في مايو/ أيار الماضي (2013)، عندما سمع أحد الأشخاص في أحد أحياء ولاية أوهايو الأميركية صوت امرأة تستنجد، وهي في أسفل أحد المنازل المملوكة لشخص كان يعمل سائقاً لحافلة مدرسية اسمه أرييل كاسترو (52 عاماً)، وعندما ذهب من سمع نداء الاستغاثة مع آخرين استجابةً للنداء، وكسروا الحواجز والأبواب وجدوا ثلاث نساء في قبو مغلق من كل جانب، وهؤلاء كنّ قد اختُطفن قبل عشرة أعوام من قبل صاحب المنزل الذي حوّلهن إلى عبيد، وإحدى تلك النساء أنجبت طفلة أصبح عمرها 6 سنوات وعاشت في القبو مع المختَطفات.
السلطات الأميركية وجهت أكثر من 300 تهمة إلى الشخص الذي اختطف واغتصب ثلاث شابات واحتجزهن في منزله بمدينة كليفلاند لنحو عشر سنوات، وتعريضهن للقيد بالسلاسل والحبال والمنع من الطعام والضرب والاعتداء الجنسي، وأجبر إحدى النساء وتدعى «ميشال نايت» على الإجهاض خمس مرات.
كانت النساء الثلاث قد أصبحن في عداد المفقودات واعتقد الجميع أنهن قُتلن بعد اختطافهن في 2002 و2004، ولكنهن خرجن إلى الحياة ومعهن طفلة صغيرة قالت بعد تحريرها عن والدها الشرير إنه «المجرم الأكثر شراً وحقارة وشيطنة». في الرسائل التي أطلقت في فيديو الأمس تقدمت النسوة بالشكر لجميع الناس الذين قدموا لهنّ الدعم منذ هروبهن من الاستعباد، بمن فيهم أولئك الذين تبرعوا لصندوق جمع أكثر من مليون دولار لمساعدتهن على البدء بحياة جديدة.
وقالت إحداهن إنها «ترفض أن تسمح للكراهية بأن تستهلكها»... «ربما أكون قد دخلت الجحيم وخرجت منه، لكن أنا قوية بما فيه الكفاية لأن أعبر الجحيم ووجهي مملوء بابتسامة ورأسي مرفوع إلى الأعلى»، وأضافت: «لن أسمح للوضع أن يحدد من أنا، بل أنا سأحدد الوضع». إنها دروس عظيمة في قدرة الإنسان على الحياة بعز وكرامة رغم أنف الأشرار وأصحاب السوء.
منصور الجمري
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3959 - الأربعاء 10 يوليو 2013م الموافق 02 رمضان 1434هـ