صحيفة مملكة البحرين الاسبوعيه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


الحقيقه نور على طريق الهدايه
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 كشكول جعفر الخابوري الثقافي ))(كاتب متميز)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
جعفر الخابوري
Admin
جعفر الخابوري


المساهمات : 125
تاريخ التسجيل : 01/05/2012

كشكول جعفر الخابوري الثقافي ))(كاتب متميز) Empty
مُساهمةموضوع: كشكول جعفر الخابوري الثقافي ))(كاتب متميز)   كشكول جعفر الخابوري الثقافي ))(كاتب متميز) I_icon_minitimeالإثنين أغسطس 29, 2016 2:07 pm

سورية... أحضان وبنادق
محمد عبدالله محمد

قبل أيام كَتَبَت «رويترز» خبراً عن منطقة في محافظة «ريف» دمشق تسمى «دارَيّا». الحديث كان عن اتفاق تم بين الجيش السوري النظامي ومسلَّحي المعارضة في تلك المدينة يقضي بإجلاء خمسة آلاف مدني (من أصل ربع مليون كانوا يسكنونها قبل الحرب) سيذهبون إلى حرجلَّة في الغوطة الغربية لدمشق، بالإضافة إلى جميع المسلحين المعارضين (1000 مسلح) سيتوجهون إلى إدلب شمال سورية، في مدة أقصاها 4 أيام، مُنهياً ذلك الاتفاق صراعاً في المدينة بدأ منذ العام 2012م.

ويقضي الاتفاق المذكور أن يدخل الجيش السوري إلى دارَيّا ويبسط سيطرته عليها ويصادر الأسلحة الثقيلة على أن يكتفي منتسبو المعارضة بحمل الأسلحة الخفيفة فقط. فـ دارَيّا تبعد عن مركز العاصمة دمشق 7 كيلومترات، وهو ما يجعلها غاية في الأهمية. وربما كانت أسباب توقيع هذا الاتفاق الآن وليس قبل ذلك هو هدوء الجبهة الجنوبية، وورود أنباء عن نية الجيش السوري النظامي تنفيذ اقتحام واسع للمدينة، وكذلك بعد أن دُمِّرَ المستشفى الوحيد فيها بفعل القصف المتبادل.

الحقيقة، أن مسألة الاتفاقات والمصالحات التي تجري في العديد من المناطق السورية هي صورة غائبة عن الإعلام إلى حدّ كبير. فعلى الرغم من أن مثل هذه الاتفاقات أنهَت صراعات كادت أن تُخلِّف مئات القتلى لو أنها حُلَّت بالخيارات العسكرية أو الأمنية، بات يُنظَر لها بريبة من قِبَل الأطراف المتشددة في المعارضة السورية التي سعت دائماً لإفشالها في أكثر من منطقة سورية.

وقبل يومين نجا الشيخ أبو عبدو الهندي، أحد أعضاء لجنة المصالحة في بيت سحم من حادث اغتيال تعرض له بعد خروجه من صلاة الجمعة، حيث أصيب في الكتف واليد، فضلاً عن الحملات الإعلامية التي تتهم تلك اللجان التصالحية بأنها من «عَبَدَة الدولار».

كانت باكورة المصالحات التي تمّت هي في تل كلخ بريف حمص الغربي قبل ثلاث سنوات، حيث ألقى المئات من المقاتلين، وفي مرحلة ثانية 400 آخرين بأسلحتهم وعادت المياه إلى مجاريها في تلك المنطقة. تكرر هذا الأمر في قدسيا والهامة والضمير وبرزة والقابون وقطية والزبداني وفي قرى القنيطرة ودرعا وتلبيسة والرستن وفي ريف حمص الغربي، وإن بشكل جزئي ومرحلي في بداية الأمر.

وفي فبراير/ شباط من العام 2014م وقعت فصائل سورية معارضة في كل من بيت سحم ويلدا وببيلا جنوب العاصمة دمشق على هدنة مفتوحة مع الجيش السوري النظامي ظلت صامدة لغاية الساعة من دون خروقات تُذكر، حيث سمحت الحكومة السورية ببقاء عدة فصائل معارضة في تلك المناطق كـ أحرار الشام ولواء شام الرسول والاتحاد الإسلامي لأجناد الشام من ندون أن تتعرض لها.

العامل الأساس في تلك المصالحات هو القيادات الاجتماعية الدينية في المناطق التي تجري فيها. فسورية بها خليط عرقي وطائفي وقبلي متداخل، فضلاً عن الخليط الطبقي، وهو ما يجعل الطبقة المتسيّدة على تلك الأعراق والطوائف والمنازل الاجتماعية في واجهة المشهد، بحيث يكتشفون أن مصالحهم الخاصة والعامة قد أصبحت في مستوى واحد من الكتف ضمن معركة وجود تجري تحت أرجلهم، ما يُحتم عليهم المبادرة كي ينجوا مع مَنْ هو موجود في السفينة.

وفي أحيان كثيرة حدث أن كان المشروع على مستوى فردي، سواء من خلال مبادرة اجتماعية أو دينية، أو حتى مستهدِفاً أفراداً كآحاد وليس كجماعات وكتل مسلحة صمّاء. يكون ذلك عبر أشخاص يلونه في العرق أو الطائفة فيتم إعادته بضمانات الانتماء. وفي أحيان أخرى تكون المصالحة مع فصيل مكون من مئات المسلحين عبر القنوات ذاتها. لنا أن نتخيل أنه وبين شهرَيْ أبريل/ نيسان وأكتوبر/ تشرين الأول 2015م ألقى ستة آلاف مقاتل معارض أسلحتهم في محافظة دمشق وحدها.

ومع نهاية العام الماضي وصل عدد مَنْ ألقوا سلاحهم قرابة الـ 10 آلاف مسلح في عموم المحافظات السورية. ولو تخيلنا أن كل هذه البنادق والزنود ظلت فاعلة في المعارك فلأي حدّ كانت المأساة ستستمر! ربما سيموت ضعفهم: عشرة أو عشرون أو ثلاثون ألفاً! فضلاً عن بقاء عشرات الآلاف من المهجّرين في خيامهم وملاجئهم. هذا أمر مدعاة للتأمل.

من الأشياء اللافتة في هذا الملف أن الروس يعملون بشكل قوي في مسألة المصالحات الأهلية في المدن والقرى السورية. بل وحتى إتمام تلك المصالحات مع سوريين موجودين خارج سورية، وإقناعهم بالعودة إلى مناطقهم وترك تأييدهم ودعمهم اللوجستي للمعارضة المسلحة كما حدث مع بعض السوريين في دولة أو دولتين عربيتين على الأقل.

وربما هَدَفَ الروس من ذلك أنهم يريدون أن يجعلوا عدد البنادق المرفوعة في سورية تنحسر بأيّ شكل من الأشكال كي يُساعدهم ذلك في التقدم العسكري على الأرض. حدث هذا بالتحديد في طرطوس وفي مناطق في حلب. كما ساهم ذلك في أن تخمد نار جبهة الجنوب إلى حد ما.

في أحيان أخرى لا يطلب الروس مصالحات «كاملة الدّسم» لكنهم يكتفون بعقد هُدَن كي تتوقف المعارك. ولغاية يونيو/ حزيران الماضي استطاعوا أن يُحيّدوا 129 بلدة سورية عن الصراع. وكان هذا الأمر فرصة كي يُحرك الجيش السوري والروسي قواته في مناطق ساخنة من سورية وبالتحديد حلب.

الحقيقة أن أيّ مسعى لإسكات بندقية أو مدفع أو قنبلة في سورية هو أمر مُلِح في ظل معركة مفتوحة وسوداء. هذا الأمر لا يتعلق بمواقف الناس السياسية وغير خاضع لمقاييسها بل هو مطلب إنساني عاجل جداً.


صحيفة الوسط البحرينية - العدد 5105 - الإثنين 29 أغسطس 2016م

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hjhfdtfs.yoo7.com
 
كشكول جعفر الخابوري الثقافي ))(كاتب متميز)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كشكول جعفر الخابوري الثقافي ))(كاتب متميز)
» كشكول جعفر الخابوري الثقافي ))(كاتب متميز)
» كشكول جعفر الخابوري الثقافي ))(كاتب متميز)
» كشكول جعفر الخابوري الثقافي(حرية راي)
» كشكول جعفر الخابوري الثقافي )(مسلمي بورما)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
صحيفة مملكة البحرين الاسبوعيه :: مجلة الخابوري-
انتقل الى: