[size=30]ولاء البقالي... برها وإخلاصها للتعليم جعلاها نجمة لامعة لوطنها في تحدي القراءة العربي سلمان سالم
[/size]
[size=30]مازالت أصداء فوز
المبدعة البحرينية ولاء البقالي بالمركز الثالث بمسابقة (تحدي القراءة العربي) التي أقيمت في إمارة دبي بدولة الإمارات المتحدة العربية الشقيقة ترن بقوة في الآذان لكل مخلص لوطنه، ومازال المجتمع بجل شرائحه وفئاته يتغنى بإسمها في الكثير من المحافل والمجالس الاجتماعية والتعليمية والثقافية، ويشيد بمدرستها (جدحفص الثانوية للبنات)، لماذا كل هذا الإهتمام الكبير بفوزها؟ لأن الفوز جعلها مفخرة كبيرة للوطن أولاً، وللتعليم بكل أبعاده ثانياً، ولمعلماتها وإدارة مدرستها ثالثاً، ولمجتمعها وقريتها رابعاً، ولأسرتها وعائلتها ومحبيها وقريناتها الطالبات خامساً، وللمؤسسات التعليمية الحكومية والخاصة سادساً، وللمؤسسات الثقافية والاجتماعية سابعاً، وللكيان الطلابي والمجتمع المدني ثامناً.[/size]
[size=30]فمركز جدحفص الثقافي لم يفوت عليه فرصة الإحتفاء بهذا الإنجاز الكبير واللافت التي حققته البقالي في يوم الاثنين 24 أكتوبر/ تشرين الأول 2016، بعد تفوقها في ثلاث مراحل من التصفيات الوطنية على قرابة 18 ألف طالب وطالبة، شاركوا بالتحدي على مستوى مملكة البحرين، وبعد تفوقها في ثلاث مراحل ووصولها للتصفيات ما قبل النهائية التي ضمت 18 ألف طالب وطالبة من أوائل 15 دولة عربية، وبعد وصولها للمرحلة الأخيرة التي ضمت 12 طالبة و6 طلاب الذين تفوقوا في التحدي على 3 ملايين و 590 ألفاً و743 طالباً وطالبة شاركوا ضمن 3 تصفيات إقليمية نفذت خلال الفترة من سبتمبر/ أيلول 2015 حتى مايو/ آيار 2016، باستخدام أفضل القواعد والضوابط والمعايير العالمية.[/size]
[size=30]لقد أثبتت البقالي بفوزها بالمركز الثالث على مستوى العالم العربي، أن نسبة كبيرة من طلبتنا البحرينيين وطالباتنا البحرينيات يستطيعون أن يكونوا بمستوى التحدي في كل المجالات العلمية والأدبية والثقافية والفكرية والسياسية والاجتماعية، وأن الإعتناء بهم ورعايتهم رعاية حقيقية يرفع من مستوى قدراتهم وإمكانياتهم ومهاراتهم بنسبة كبيرة، وأن الصعاب والعوائق والمنغصات وضعف البيئة المدرسية والضغوط النفسية والمعنوية اليومية، لم يمنعهم عن إبراز قدراتهم ومهاراتهم وإبداعاتهم في مختلف المجالات، ولم يجعلهم يتقاعسون عن القيام بواجبهم في مجال التعليم تجاه وطنهم الغالي.[/size]
[size=30]فالجهود الكبيرة التي بذلتها ولاء البقالي وأسرتها الفاضلة ومعلماتها وإدارة مدرستها الموقرات لم تأت بالتأكيد من فراغ، فمثل هذا الإنجاز الكبير لم يتحقق إلا بتضافر الجهود، فالتعليم في بلدنا الذي قدّرته البقالي وأعطته ما يستحقه من الجد والاجتهاد والمثابرة وبذلت من أجله كل غال ونفيس، ولم تتوان في طلبه طرفة عين، ولم تضع الأعذار والمبررات المحبطة والمثبطة للهمم أمامها، للتكاسل والتراجع وعدم التفوق وتحقيق المعدل التراكمي العالي، والمراكز المتقدمة في كل الاتجاهات التعليمية، لا شك أن التعليم يعتز بولاء ويشيد بها كثيراً وبأمثالها من الطلبة المتفوقين والطالبات المتفوقات، ويهيب بالطلبة والطالبات في كل مدارس مملكة البحرين الغالية، الذين لم يلتفتوا حتى الآن إلى مستقبلهم التعليمي بالصورة المرجوة، ومازالوا يضيّعون جل أوقاتهم في تصفح المواقع الإلكترونية ومختلف وسائط التواصل الاجتماعي من فائدة تذكر، ويتغافلون كثيراً عن طلب العلم.[/size]
[size=30]إن اهتمام مركز جدحفص الثقافي بتكريم البقالي في محفل ثقافي خاص يحمل دلالات وطنية وثقافية عميقة، من خلاله يعطي للرأي العام المحلي مفهوماً راقياً في أسلوب التعامل مع الإنجازات الطلابية التعليمية التي تتحقق بجهود الطلبة والطالبات بمملكتنا الحبيبة، لا ريب إذا كبر ونمى إهتمام الوطن والمواطن والمؤسسات الاجتماعية والثقافية والخيرية بالكوادر التعليمية والعلمية والثقافية والفكرية والأدبية في البلد، فإننا حتماً سنجد بلدنا بقدرات وإمكانيات أولاده وبناته يقف في مصاف الدول المقدرة لقيمة التعليم والمتعلمين، وليس خافياً على أحد في الوطن النواقص التي يعاني منها التعليم في مملكة البحرين، والمتابعون للشأن التعليمي في البلاد لديهم اطلاع كامل عن كل المآسي التعليمية التي يئن منها التعليم في مواقع كثيرة، ومرات كثيرة تحدثوا عنها في المحافل والمنتديات التربوية والتعليمية وفي الصحافة المحلية، وقالوا إن التعليم لا يتطور ولا يحدث طفرات نوعية في كل التخصصات والمجالات بالبهرجة وإقامة الحفلات والبرامج الزائفة التي تجعل الطالب يضع التعليم آخر اهتمامه، والتي تساهم بصورة مباشرة في جعل الطالب والطالبة بعيدين عن التفوق والتميز والإبداع في التعليم.[/size]
[size=30]إن الطالبة ولاء البقالي وغيرها من الطالبات والطلبة الذين يحققون إنجازات تعليمية متقدمة، لم يستطيعوا تحقيق ما يصبو إليه وطنهم إلا بعد أن عزموا بأن يكونوا أكبر من كل التحديات، صغيرها وكبيرها، فلو جعلوا التحديات بمسمياتها وعناوينها المختلفة تضغط على نفوسهم ومعنوياتهم وأعصابهم لما استطاعوا تحقيق أية مواقع تعليمية رائدة، ولم يتمكنوا تجاوز كل التداعيات السلبية الناتجة من هذه التحديات أو تلك، لا أحد عاقل واع يختلف في أن التعليم والمتعلم أمانة كبرى تتحمل مسئولية تنميتهما والحفاظ عليهما الجهات المعنية بالتعليم والمؤسسات الأهلية وشبه الرسمية.[/size]
[size=30]فمشروع تمديد الدوام المدرسي على سبيل المثال لم يحقق إلا مزيداً من الإخفاقات والنواقص والتراجعات في العملية التعليمية التعلمية، فلكل مشروع تعليمي أو تربوي إذا لم يدرس جيداً، ولم تأخذ وزارة التربية والتعليم آراء من يعملون في الميدان ( المعلم والإدارات المدرسية والاختصاصيين التربويين والطلبة والطالبات) بمحمل الجد، ولم تلتفت إلى مقترحات أولياء الأمور في هذا الشأن، ولم تهتم إلى متطلبات سوق العمل في برامجها التعليمية بالشكل المطلوب، ولم توفر لمشاريعها التعليمية كل متطلبات النجاح الأساسية، بالتأكيد لن يحقق الطموحات التعليمية بأي مستوى من المستويات، فالمشروع التعليمي الذي يراد من تنفيذه تحقيق أهداف غير التعليمية، من أجل أن يكتب في التقرير السنوي فحسب، يكون كالضباب الذي ينتهي وجوده عند شروق الشمس، أو كالزبد الذي يذهب جفاء، بخلاف المشروع التعليمي الذي ينفع المتعلم والمجتمع ويراد منه تحقيق الأهداف التعليمية كاملة غير منقوصة، فإنه يمكث في العقول ويثبت في الأذهان طوال عمر الإنسان، قال تعالى «فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض»، (الرعد 17)، نأمل لوطننا الرفعة والتقدم وتحقيق المراكز المتقدمة في مختلف المجالات والميادين العلمية والتعليمية والثقافية، محلياً وإقليمياً وعربياً وإسلامياً وعالمياً، بأبنائه البررة المتفانين في طلب العلم.[/size]
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 5241 - الخميس 12 يناير 2017م